ببغاوات تتحدث وتغني وأخرى تحيك الملابس أسعارها من 2500 درهم إلى 30 ألفاً

تستورد الإمارات سنوياً مئات الأعداد من الببغاوات المختلفة الأنواع والألوان والذكاء أيضاً، بعضها عن طريق السايتس والبعض الآخر يدخل بشكل طبيعي، وهي تعرض في أسواق الحيوانات والطيور الأليفة، بينما هيأ البعض الأماكن الصحية المناسبة لتكثيرها كي يستفيد من هوايته تجارياً، وذلك ببيع الأفراخ على محبي ومربي الببغاوات.

أكثر الأنواع التي يقبل على شرائها الناس من مختلف الجنسيات، ولا يأبه الكثيرون لسعرها المرتفع هو ''الببغاء الأفريقي'' المعروف باسم ''الكاسكو'' ثم يأتي بعد ذلك ''الكوكاتو'' المسمى أيضا الملوكان، ولكن أصبح من الصعب إدخال هذا النوع لأنه يدخل ضمن قانون حمايتة من الانقراض، لكن من حسن حظ هواة ومحبي الطيور الذكية أن البعض استثمر هوايته بإكثار بعض الأنواع، ونجح في رعايتها وتسويقها محلياً.

الدكتور سيد أحمد أحمد ـ طبيب بيطري ومدير البرامج في الصندوق الدولي للرفق بالحيوان- مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومقره في دبي، وكان يعمل في وزارة البيئة سابقا ـ قال إن هناك أنواعاً من الكوكاتو ومنها كوكاتو جالا، ولا يتم حالياً تصدير هذا النوع أو استيراده إلا عن طريق الجهات الرسمية التي تعمل على حماية الأنواع النادرة، وذلك بعد توقيع الإمارات اتفاقية السايتس الدولية.

أما الأنواع الأخرى التي تأتي بعد الكاسكو ثم الكوكاتو، فهي أصناف طيور ''المكاو''، ومنها بلو آند جولد مكاو، وجرين وينجد مكاو، وطيور ''الأمازون'' وأشهرها بلو فرونتد أمازون، ثم تأتي بعدها الببغاء الهندية الخضراء وتسمى ''وينج نك باركيت'' كما يطلق عليها الدرّه، إلى جانب أنواع نادرة جداً والأغلى ثمناً هي ''سكارليت مكاو''.

يقول إسحاق محمد أحد مربي الطيور والمتدرب على طرق تكثيرها ورعاية الأفراخ ثم طرحها في السوق، إن أكثر الأنواع المحبوبة هو ''الكاسكو'' لأنه أكثر الطيور ذكاءً، خاصة إذا ما تم شراؤه وهو فرخ لأن ذلك يمكن صاحبه من إطعامه والعناية به كأي طفل، وفي ذات الوقت يكون الطير في عمر لا يفرق فيه بين الأم الأصلية وبين البشر، ولذلك يكبر على محبة من يقوم بإطعامه، ثم يألف المكان والناس المحيطين به.

أكد إسحاق أن طيور الكاسكو أصبح سعرها من 3 سنوات ما بين 2500 درهم للفرخ ذي الزغب إلى 5 آلاف درهم للطائر إن كان أليفاً وهو في عمر سنتين، بينما يصل سعر هذا النوع إلى 15 ألف درهم في حال كان يحفظ الكلام مثل قراءة آية من القرآن أو تقليد أي كلمة يسمعها، وبالنسبة لطائر كوكاتو فإن السعر للأليف يصل إلى 13 ألفاً، والبعض ممن قضى الساعات في تحفيظ الطائر على الكلام أو الإنشاد أو تلاوة قصار السور يطلب ما يقارب 28-30 ألف درهم.

منذ إجراء اللقاء وحتى انتهينا من الحديث إلى إسحاق كان طائر صغير هو من نوع البدجي ''طيور الحب'' يستقر على كتف إسحاق، فسألنا عن سعر الطائر فرد قائلاً لا أبيعه ولو كان السعر 30 الف درهم، لأني قمت بتربية هذا الطائر منذ وقت فقس البيض، وهو يلازمني في كل وقت وأصبح بمثابة الصديق.

وفي محل آخر وجدنا طائر كوكاتو أليفا كل ما يرغب فيه هو أن يقترب من المتسوقين كي يمرروا أصابعهم على رأسه، ويبدو أنه تعود على ذلك من صاحبه، وعند سؤالنا عن سعر البيع، قال البائع، إنه ليس للبيع لأنه ملك لصاحب المحل وبمثابة صديق له، ولذلك تم عرض مبالغ طائلة عليه ولكنه رفض البيع.

محمد سالم يملك طائر كاسكو ''الببغاء الأفريقي'' منذ ما يزيد عن 8 أشهر وكان سعره عند الشراء 2500 درهم، وهو يقول إن الناس في زمننا هذا وحتى الأطفال، وبسبب الضغوط اليومية والساعات الطويلة التي تقضى ما بين الوظيفة ومتطلبات الحياة، يبحثون عن تلك الطيور التي تعرف بالذكية، نظراً لتقليدها للإنسان ولكل الأصوات التي تحيط بالبيئة التي تربى فيها، ولأنها بسبب ذكائها تقوم بعمل حركات طريفة من أجل مداعبة أصحابها وتعبيراً عن سرورها.

وقال إن مجموعة من أصدقائه أخبروه عن ذكاء الكاسكو وتقليده لأصوات وكلمات أفراد الأسرة، ولذلك اشترى أنثى كاسكو وكانت في البداية لا تصدر إلا أصوات غير مفهومه، ولكن لأنها وضعت في مكان قريب من غرفة المعيشة، فقد أصبحت تحفظ بعض الكلمات، وبدأت بتقليد رنة هاتف المنزل، ثم الصوت الناتج عن ريموت التكييف.

أيضاً لأن الأسرة كلما دخل فرد منها من باب المنزل يلقي بالتحية على المكان ولو كان لا يوجد أحد، فإن الكاسكو حفظ الجملة، وهو الآن يسلم بعد أن يدخل أي أحد من الباب ولو بعد برهة من الوقت، كما يقوم بمناداة محمد وأسماء الأطفال، ويقول صباح الخير ولو خرج الإنسان من غرفة النوم في يوم الإجازة ظهراً.

ذكر محمد قصة يتداولها محبو الببغاوات الذكية وهي عن سيدة مسنة كانت تملك ببغاءً، تبقيها أمامها ساعات طويلة وهي تطرز القطع التي تعمل عليها ليل نهار، وبعد مدة طويلة، وذات يوم تعبت السيدة من التطريز، فوضعت الإبرة واتكأت فما كان من الببغاء إلا أن نزلت عن مكانها، والتقطت الإبرة وأصبحت تطرز القطعة بمنقارها بنفس الدقة والمهارة.

عدد كبير ممن تحدثنا معهم يعبرون عن سعادة وفرح تنتابهم حين يعودون لمنازلهم بعد يوم منهك أو بعد يوم دراسي فيسمعون الببغاء تناديهم أو تلقي عليهم بالسلام، بينما يصاب البعض بنوبة ضحك على طائره الذي عندما يصاب بالغيظ منه يصدر أصواتاً مزعجة حتى يحصل على ما يريد.

فضل إقبال أحد مربي الطيور الذكية يقول إن الطائر مثل الإنسان يفقس البيض عنه وهو لا يعرف الخوف، نحن من نزرع في قلبه الصغير الرعب، ولكن لدى الببغاوات فطرة العض، ولا يمكن لببغاء أن لا يعض ولكن لا يعض صاحبه، ولا يعض من لا يؤذيه، ولذلك من يحب تربية كاسكو أو أمازون أو غيرها، عليه توفير أغصان شجر رطب أو جاف على أن لا يكون من النوع السام، وتصلح أطراف سعف النخيل وأغصان شجر اللوز المحلي، بحيث تقطع إلى قطع وتوضع ولو مرة أو مرتين في الأسبوع داخل القفص، فهذه الطيور تصاب بالغيظ ولذلك تقوم بعض أي شيء.

النصيحة الذهبية التي قالها فضل لمن يرغب في تربية كاسكو أو ببغاء هو أن توضع في قفص كبير صغير الفتحات، وأن لا يكون ملونا وأن تكون القطعة التي يقف عليها الطائر خشبية ضخمة أو من الحديد، وأن لا يتعرض الطائر للتيارات لأنه يصاب بسرعة بالزكام، وأن يتم فحص الطائر لدى الطبيب البيطري كل 6 أشهر على الأقل من أجل سلامة الطائر والأسرة أيضاً.

قال فضل إن الطيور الذكية تحب المكافأة في مرحلة التدريب، لذلك من أفضل الهدايا بعض حبات الفول السوداني أو قطعة من الخضار الصلب، في حال كان الطائر قد أصبح بإمكانه تناول الطعام، أما إن كان لا يزال صغيراً ويطعم باليد، فإن أفضل غذاء له هو الحبوب المطحونة والمصنوعة على شكل عصيدة سائلة، ويطعم عن طريق السرنج الذي يستخدم كإبرة في المستشفيات، مع الأخذ بالاعتبار عدم شراء الإبرة، يكفي السرنج الذي يشفط بواسطته الطعام ثم يسكب على شكل سائل غليظ في فم الطائر